نظام التعليم … لماذا يركّز على معدّل الدرجات أكثر من تطوير واكتشاف الذّات؟

اقرأ في هذا المقال
  • كيف تتحول المدرسة إلى بيئة فعالة ومليئة بالحيوية والمرح للطلاب؟
  • كيف يمكن لمعلم بارع أن يساعد الطالب على اختيار المسار المهني المناسب لموهبته؟
  • لماذا تريد أن تكون تقليدياً أو نمطياً في حين أنه باستطاعتك أن تصبح متميزاً؟

 يجب على نظام التعليم خلق مساهمة بنّاءة لدى الطلاب في المجتمع، وذلك من خلال إدراك قدراتهم الفطريّة، والتعرف عليها وتطويرها، بدلاً من التركيز على معدّل درجاتهم.

ثمّة حاجة متزايدة تستدعي التغيير، وتكييف النّظام التعليمي ليكون أكثر ملاءمة للطلاب. فالحصول على معدل درجات أقل لا يعني بالضرورة أنّ الطالب لا يمكن أن يكون ناجحاً.

فعلى سبيل المثال، يقول ريتشارد برانسون:” إنّ تقرير مدرستي كان محزناً للغاية، فقد أخفقت في معظم المواد تقريباً، ولو أنني أوليت اهتماماً كبيراً لأمر إخفاقي هذا لأصبت بخيبة الأمل وكان ذلك سيثنيني عن محاولاتي الأخرى لتحقيق النجاحات والإنجازات مدى الحياة. لهذا رفضت أن يكون تقرير المدرسة هو بطاقة السجل. التي تقيس أدائي أو انجازاتي في الحياة ولم أترك الفرصة لتقرير مدرستي ليتحكم في مستقبلي. يجب أن يتبنّى نظام التعليم .(يتقبل ويدعم بحماس) مبدأ الشخصية .الفردية (التمييز بين الأشخاص)، وأن يبتعد عن الأساليب الاعتيادية والتقليدية أو النمطية، لا بل يجب أن يُلهم الأشخاص للتحرر بأفكارهم. خارج هذه القوالب والأنماط بدلاً من تحجيمهم داخلها. في الحقيقة، دعنا نتخلص من النمطية بشكل نهائي. وكما كنت أقول دائماً لماذا تريد أن تكون تقليدياً أو نمطياً في حين أنه. باستطاعتك أن تكون متميزاً؟”.

يعدّ ريتشارد برانسون شخصية عالمية عرفت بنجاحها في جميع أنحاء العالم، الجدير بالذكر أنه كانت له طريقته الفريدة في التغلب على الصعاب ولم يسمح لسجل درجاته الأكاديمي الضئيل بعرقلة نجاح مسيرته المهنية.

اقرأ أيضاً: من منا يستطيع أن يقوم بالتحكم المعرفي؟

النظام التعليمي وتنمية القدرات الفردية للطالب:

لو أخذنا عبرة صغيرة من كتاب برانسون من “الطالب” – الذي ألفه في السادسة عشرة من عمره – فإن مهمتنا تكمن. في تنمية القدرات الفردية لكل طالب على حدة، ومن غير المنطقي أن يقضي الطلاب أوقاتهم في الفصل. الدراسي دون المشاركة في المادة التعليمية. كما أنّ المدرسة عليها أن تكون بيئة فعالة. ومليئة بالحيوية والمرح. للطلاب، لقد وجدت تدريب “الأنشطة التي يقودها الطالب” كالبحث في مواضيع محددة وتعليم زملائه وإجراء المناظرات بين الطلاب هي. الطرق الأكثر تحفيزاً وإمتاعاً للطلاب. تعمل الأنشطة التي يقودها الطالب على تمكينه من إظهار. ما يعرف وكيف يكون مسؤولاً عن تعليم زملائه وحتى معلمه حسب تعبير الزن القائل: ” يصبح الطالب هو المعلم “، وبهذا يصبح لدى الطلاب شعوراً بالفخر والإنجاز في عملهم.

يعدّ ربط الموضوعات الموجودة في الفصل الدراسي بالحياة اليومية أمراً بالغ الأهمية وذلك لجذب اهتمام الطلاب وتمكينهم من المشاركة. ويمكن لوجود معلم بارع في بعض الأحيان أن يغير وجهة نظر الطالب حول موضوع معين وأن يساعده على اختيار المسار المهني المناسب لموهبته والذي لم يكن بحسبانه.

إنّ من أكثر الواجبات أهمية والتي تقع على عاتق المعلم هي بناء ثقة. الطالب بنفسه واحترامه لذاته حتى لو لم. تكن نتائج القيام بهذا الواجب واضحة إلا أنها مساهمة مهمة للمجتمع ككل؛ ما يتطلب اتباع وسائل كالثناء والتصحيح اللطيف لأنّ فشل الطالب يمكن أن يعود ببساطه لقله ثقته بنفسه، وهنا يأتي دور المعلم الجيد في معرفة متى يجب أن يقدم الثناء والتصحيح اللطيف باعتبارها أساليب إيجابية.

وفي بعض الأحيان، قد يعود إخفاق الطالب إلى عدم ثقته بنفسه. لقد لمست بنفسي تأثيرات الثناء الإيجابي على ثقة الطالب بنفسه وأستطيع أن أقول بصوت عالٍ ورنان إنه المجد حقاً. وتحديداً لقد رأيت طالباً في مجموعة من الطلاب ذوي القدرات المنخفضة يحصل على معدلٍ عالٍ بتقدير A ، بفضل التشجيع والمشاركة والثناء.   

اقرأ أيضاً: أبحاث الدماغ: كيف يعمل الدماغ في بيئات مختلفة وبخاصة خارج المنزل

الدرجات مهمة بالطبع لكن الأهم هو التحسين العام لقدرات الطلاب من خلال التركيز على مواهبهم والنظر إلى إنجازاتهم وليس إلى فشلهم وهكذا نتمكن من تطوير نظام تعليمي أفضل.

علينا عدم الحكم على الطلاب من خلال النتائج الأكاديمية السيئة وإنما بالنظر. إلى المواد والموضوعات التي يبرعون ويتفوقون بها عن غيرهم فمثلاً يفضل إعطاء الطلاب غير المتفوقين في مواد معينة كالرياضيات أو غيرها وقتاً كافياً في تطوير قدراتهم ومهاراتهم في تلك الموضوعات والمواد التي يتميزون بها بإعطائهم. مزيداً من الأنشطة والمهام التي يشاركون بقيادتها؛ ما يمنحهم فرصة لتوجيه طاقاتهم وصقل مهاراتهم التي يتطلبها عملهم المهني المستقبلي.

إنّ دمج الخبرة العملية في المناهج التعليمية في المراحل الدراسية التي تتلو المرحلة الابتدائية هو أمرٌ بالغ الأهمية لمستقبل الطلاب المهني؛ لأنه يمنحهم رؤية أوضح في مجال دراستهم ويجعلهم على الطريق الصحيح باتجاه أهدافهم.

ما الهدف من التعلم إذا لم يؤدِّ غرضه؟ أليس غرضه إيصال المتعلم إلى هدفه؟

إنّ الفعل اللاتيني educare  يعني “يؤدي” أي القيام بأداء فعل ومنه تم أخذ الفعل educate بمعنى علّم أو ثقف أو رعى ،ولقد ثبت أنّ قيام الطلاب بأداء الأنشطة يعمل فعلاً على بناء قدراتهم الحقيقية.

إنّ التعرف على قدرات الطلاب الفطرية والاعتراف بها ودعمها وفسح. المجال لبنائها وتطويرها هو ما يجب التركيز عليه لدى الطلاب؛ لأنّ ذلك سيمكنهم من المساهمة. الفعالة في المجتمع وفي مرتبة أقل من ذلك تأتي أهمية. التركيز على تحصيل الدرجات؛ لأنّ شبابنا وطاقاتهم هم أثمن ما لدينا.


اطلع على مواضيع الهامة المتعلقة بتطوير الذات

المصدر
HUFFPOST

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى